هدد المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، بحجب شبكات التواصل الاجتماعي خلال مواجهات مقبلة قد تندلع على غرار أحداث “هبة الكرامة” في أيار/ مايو 2021، مدعيا أن ذلك قد يساهم في “خفض لهيب” الوضع في الميدان.
جاءت تصريحات شبتاي في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” تنشرها في ملحقها الأسبوعي، يوم الجمعة المقبل، وأوردت مقتطفات منها في نشرتها الورقية وعلى موقعها الإلكتروني (واينت)، اليوم، الأربعاء؛ تحدث خلالها شبتاي عن حادثة جبل الجرمق التي أودت بحياة 45 إسرائيليا، وعن الأوضاع في النقب.
وتطرق شبتاي خلال المقابلة، إلى أحداث “هبة الكرامة” وما رافقها من مواجهات إثر انفلات المستوطنين واعتداءاتهم على العرب، خصوصا في المدن الفلسطينية التارخية المسماة إسرئيليا بـ“المدن المختلطة”، مثل عكا وحيفا ويافا واللد والرملة.
وقال شبتاي إن الأحداث في أيار/ مايو 2021 التي كانت جزءا من تصعيد الاحتلال في القدس وعدوانه على قطاع غزة، ترافقت مع نقص في المعلومات الاستخباراتية لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية، بما في ذلك الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش، وقال: “لم يتوقع أحد حدوث اضطرابات في البلدات المختلطة”.
وقال شبتاي إنه عرض على الحكومة الإسرائيلية، خلال المداولات الأمنية التي أجريت حينها، “حجب شبكات التواصل الاجتماعي في إسرائيل، من أجل خفض مستوى اللهيب” في الشارع، على حد تعبيره، مشددا على أن “هذا هو المسار الصحيح الذي يجب العمل من خلاله حتى في المواجهة المقبلة”.
ووصف شبتاي الاحتجاجات والمواجهات لدى المجتمع العربي في مناطق الـ48 بأنها “حرب بالفعل”، معتبرا أن “شبكات التواصل الاجتماعي هي التي تدفع الناس للنزول إلى الميدان”، وقال إنه يتحدث عن حجب شبكات التواصل “أفقيا” وعلى نحو واسع.
وتابع بالقول: “نحجبها (مواقع التواصل)، نخمد (الأوضاع في) المنطقة. نحن دولة ديمقراطية، ولكن هناك حدود. نحجب الشبكات على نحو عريض لفترة معينة من الزمن، مع الإشراف والمراقبة بالطبع، تهدأ الأوضاع ونعود إلى حالة الاستقرار”.
وعن الأوضاع في النقب، نفى شبتاي أن تكون المؤسسة الإسرائيلية، بما فيها أجهز “إنفاذ القانون”، قد فقدت السيطرة على المنطقة، وقال إن “الوضع في الجنوب ليس وضعًا طبيعيًا، لا يمكنني أن أناقش الناس في مشاعرها. الحوكمة في الجنوب ليس فقط (مسؤولية) شرطة إسرائيل، ولكن جميع العوامل والأطراف”.
وأضاف أن “النظام غير مطبق بشكل كافٍ، ولكن هناك سيطرة للدولة، لا يوجد من يقوم اليوم بعمل ما يريد، ويتوقع ألا يتم القبض عليه غدًا. في الواقع، أي شخص يقوم بتحميل مقطع فيديو على Tiktok، لن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يجد نفسه خلف القضبان”.
واعترف أنه “لا يزال هناك إطلاق للنار، ولا يزال هناك جرائم قتل، ولا يزال هناك عنف على الطرقات، وربما نستيقظ غدا ونكتشف أن عصابة ما داهمت مستشفى. ليس الأمر كما لو أننا في سويسرا”، مدعيا أن الوضع الأمني في النقب أفضل مما كان عليه عندما تسلم منصبه قبل نحو عامين.
في بيان صدر عن الشرطة الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، قال شبتاي إنه قصد في تصريحاته بشأن حجب مواقع التواصل الاجتماعي أن أشار في تصريحاته إلى “السيناريوهات الأكثر تطرفا، التي تشمل تهديدا للديمقراطية الإسرائيلية وأمن الدولة في حالة حدوث مواجهات كبيرة تشمل عناصر إهابية واسعة داخل دولة إسرائيل”.
وادعى أنه أشار إلى “عرقلة المحرضين الذين يدعون إلى اعتداءات إرهابية وخروج جماعي للشارع في ظل وجود مئات وآلاف المحادثات والتصريحات من هذا النوع المصاحبة للحدث”، زاعما أنه تحدث عن “خطوة محددة ومؤقتة ستكون بالتنسيق مع السلطات المعنية بهدف حماية حياة المواطنين والديمقراطية الإسرائيلية خلال فترة طوارئ يتعرض خلالها أمن الدولة للخطر”.
وكشف رئيس حكومة العدو السابق وزعيم حزب “الليكود” الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن موقفه من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، معتبرًا أن “لابيد انكفأ كليًا أمام تهديدات نصر الله (الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله)”.
وفي رسالة مصورة نشرها على حسابه على “تويتر”، توجه نتنياهو إلى “مواطني إسرائيل”، وقال: “لدي بيان مقلق جدًا لكم، لابيد انكفأ كلياً أمام تهديدات نصر الله”.
وأوضح أن “نصر الله هدّده بأننا إذا قمنا بتشغيل حقل”كاريش“قبل أن نوقع على اتفاق غاز مع لبنان، سيهاجم إسرائيل.. لابيد أصيب بالذعر ولم يشغّل”كاريش“، والآن هو ينوي إعطاء لبنان، من بدون أي إشراف أو رقابة من جانب”إسرائيل“، حقل غاز بقيمة مليارات الدولارات، يستخدمها حزب الله لشراء آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية التي ستُوجّه نحو مدن إسرائيل”.
وأضاف: “بمساعدتكم مواطنو”إسرائيل“، في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر”الليكود“برئاستي سيستبدلون حكومة لابيد الضعيفة والخطيرة بحكومة يمين مستقرة للسنوات الأربع المقبلة، حكومة تعيد الأمن، ولا يقل أهمية من ذلك الكرامة القومية لـ”دولة إسرائيل“”، على حد تعبيره.