وحدها الحركات الطلابية تحمل الخيال الجامح للتغيير، بعيداً من البنود التفصيلية في البرامج السياسية للأحزاب المتحفظة أو المترددة. الولايات المتحدة نفسها شهدت، في أكثر مناسبة، دعوات “غريبة” لاحتجاجات طلابية؛ كأن تدعو الطلبة إلى الاعتصام أمام كليات الاقتصاد، كليات الاقتصاد فقط، لأنها هي التي تساهم في تخريج مديري الشركات الاحتكارية ومصمّمي المضاربات في عالم وول ستريت.
وأنا أتابع ما يحدث في أعرق الجامعات الأميركية، والبريطانية، والفرنسية، وطلاّبها وطالباتها وهم يعتصمون في جامعاتهم، ويرفعون شعاراتهم المنحازة إلى فلسطين: فلسطين حُرّة.. حُرّة، ويطالبون بإيقاف الحرب على قطاع غزّة، ويعلنون رفض دعم “إسرائيل” بالمال والسلاح، وآخر دعم مالي للكيان الصهيوني يبلغ 26 بليون دولار، ناهيك بصفقات السلاح!
أدى هذا الوعي المتزايد إلى إعادة تعريف السرد المحيط بالمحنة الفلسطينية، وتصويرها ليس فقط كقضية إقليمية، بل كنضال مستمر من أجل البقاء ضد المحاولات الإسرائيلية المنهجية للتهجير والاستئصال
عادت القضية الفلسطينية إلى صدارة القضايا حول العالم، وحركت صناع القرار والشعوب الحرة من جديد ورسمت ملامح مرحلة جديدة يعيش العالم بأسره تداعياتها، هي مرحلة رفض التهميش للقضية الفلسطينية وأنه حان الوقت لينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة
حتى والمظاهرات تنطلق من رحاب واحدة من أرقى وأعرق جامعات العالم وجدنا من المتصهينين العرب من يشكك بها وبدوافعها وأهدافها، فقط لأنها من أجل التضامن مع غزة والتنديد بالإبادة الجماعية.
أضحى الأردن ضعيفاً أمام الابتزاز الأميركي والإسرائيلي، فيما تدفع واشنطن دولاً عربية غنيّة نحو تطبيع تحالفي مع إسرائيل،و الأخطر أن يتقبّل فلسطينيون وعرب الرؤية الأميركية للخلاف مع إيران
ردّ الفعل الإسرائيلي على زيارة هنية إلى تركيا أتى على لسان وزير الخارجية يسرائيل كاتس ليعبّر عن امتعاض “إسرائيل”، وتساءل حول إمكانية تضحية تركيا بمصالحها مع “إسرائيل” من أجل حماس؟
بات العالم الافتراضي ووسائل التواصل ساحة حقيقية لحرب تحصل بالتوازي مع الحرب العسكرية الدائرة في غزة اليوم، ولكنّ الأكيد أيضاً أن نظرية “التفوّق” الإسرائيلي في التضليل وفرض السرديات بات من الماضي.
طمأن وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية انطوني بلينكن العالم، يوم الأمس، أن لا ازدواجية في المعايير الأميركية حيال حقوق الإنسان بين غزّة و“إسرائيل”. وقال إن بلاده: “تواصل النظر في تقارير تتحدث عن انتهاكات ترتكبها إسرائيل في ملف حقوق الإنسان”؛ كما أكَد أنّ ما يجري يشكّل تأثيرًا سلبيًا على حقوق الإنسان في “إسرائيل”
في المحصلة فرضت إيران نفسها كدولة عظمى كما هي في حقيقة الأمور ووقائعها، كوننا نتكلم عن وريثة الإمبراطورية الفارسية فالحرب هي حرب حضارات وصراع إمبراطوريات لاستعادة الأمجاد وتصحيح أخطاء التاريخ التي نتج عنها هذا الكيان المحتل في منطقتنا مع صانعيه والذي يعلم جيداً بدنو أجله..
ar وجهات وقضايا wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
33 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 16