المستشار

اكبر هذه المجاريف، جملة ا“لشعب الفلسطيني اكبر من قيادته”، هذه لا تقال احقاقا وانصافا، ولا تقال تحريضا لصنع القيادة التي ترتقي الی همة هذا الشعب، ولكنها تقال كنوع من مسلمات التسليم بوجودها واستمرارها،او بكليهما معاً، لتصبح اداة تخذيل من جهة، واداة جرف لانتصارات هذا الشعب المكافح من جهة اخری٠

عندما انطلقت الثورة الفلسطينية الثانية عام ٦٥، شملت كل المنابع الفكرية التي يمكن للمرأ تخيّلها، فتح التي قررت أن تطلق الكفاح المسلح، شهدت عنوانا لتلاقي القادم من الماركسية مع القادم من البعثية مع القادم من الاخوان المسلمين، وحتی بعض القومية، قبل ان تصبح للقومية جبهة تامة٠

ماٸتا يوم من المذبحة والتطهير العرقي والتدنيس والجراٸم بأنواعها، في كل فلسطين السليبة، في قدسها وضفتها وغزتها، ولم يبق بشر علی وجه الأرض الا وتفاعل معها بحسب معدنه، ولم تبق قوة الا وكان لها موقف، الا مجموعة الديناصورات والمستحاثات التي تسمي نفسها قيادة فلسطينية٠

اليوم وغدا سنكتشف ان وحدة الساحات التي انطلقت عبر محور المقاومة بمبادرة رأس الحربة المقاومة الفلسطينية، لم تعد محورا فقط، بل هذا الطوفان الهادر في شوارع العالم

طاف طوفان الاحرار اليوم في يوم القدس العالمي عواصم ودول وسجّل حضورا بالغا في عدة شوارع عربية واسلامية، ومن صنعاء المباركة، الی طهران العزيزة، الی ما بين طنجة وجاكارتا، وغدا وبعد غد سترونه في شوارع اوروبا والقاتلة امريكا، لكن اكثر الصور التي هزّت النفس فخرا وعزا وكرامة، تلك التي نقلت من مخيم اليرموك، والتي شهدت مسيّرات سرايا القدس، هذه كانت تلخيصا لمعنی الطوفان الواسع٠

انتهی نصف العام الاول من ملحمة طوفان الأقصی، بجملة هزاٸم غير مسبوقة لكيان قتل الاطفال وهدم الاعيان المدنية وربما اول مستخدم للتجويع في كل حروب البشر، ولمنظومة حمايته التقليدية الغربية، ولاكثر من ذلك، للقواعد الاساسية التي حكمت فهم شعوب العالم جملة، لمسألة ما ظنته من قيم وقوانين واخلاق وشراٸع، بحسب الات دعايتها التي حرصت كل مٶسساتها علی بثها وادعاٸها

مرّت بدر الكبری اليوم وبقي جيش محمد علی حاله ثلاثماٸة ونيف يواجهون العالم وابليس وخيله ورجله ونفثه وأزه وما يجتهد فيه في تنكيب الجمع الطريق الا من ليس له عليهم سلطان

لدينا انتصار ماثل متجسّد لا يمكن أبدا التحايل على تمظهراته بالرغم من قوة النار الهائلة التي استخدمها الكيان وسمح له باستخدامها بتهوّر المشغّل الامريكاني والغرباوي البئيس.

ايها العرب، الحمد لله الذي جعلكم في الصمت علی مقتلتنا، والصوت علينا مع عدونا، الا قليلا٠
ايها المسلمون، الحمد لله الذي جعلكم وجعل رمضانكم، في الخذلان لنا ولمقدسنا، الا قليلا٠
ايها العالم، الحمد لله الذي جعل شعوبكم واحراركم مع ألمنا ومظلوميتنا، الا قليلا٠٠٠

مع رمضان ونصف عام من القيام، سقطت أشهر ثلاث كذبات تاريخية، عمرها أكثر من نصف قرن، ولها ما بعدها: