وداعة الحمل لم تعد تجدي نفعاً معه، فأنشب أظفاره وأطلق لمخالبه العنان، كيان الإجرام وسفك الدم على مر التاريخ والأزمنة، أبت أفعاله إلا أن تفضح خبث نواياه وخفايا سريرته.
فكل «دعوات السلام الكاذبة» من قبل الكيان «الإسرائيلي» التي حاول أن يوهم العالم بها ذهبت أدراج الرياح؛ لتتكشف للقاصي والداني حقيقة هذا الكيان من رأس هرمه إلى أصغر مستوطن من قطعانه، فها هو رئيس وزرائه نتنياهو أمسى يتبجح مطالباً بإعدام الفلسطينيين منفذي العمليات، وربما لا يخفى على أحد النوايا الخبيثة وراء هذه الدعوة، التي تحمل في طياتها منح الضوء الأخضر لجنوده بممارسة القتل بمجرد الاشتباه أو للقتل بحد ذاته، وهذا ما يُلحظ يومياً على الحواجز؛ حيث يُقدم الصهاينة وبكل دم بارد على إعدام أطفال عزل؛ بدعوى «أنهم يحملون السكاكين».. تهمة ممجوجة ثبت بالدليل القاطع كذبها.
ليس جديداً على نتنياهو دعمه لعمليات القتل، فهو من قاد حروباً على غزة تسببت بآلاف الضحايا، وتاريخه الحالك بالسواد يشهد على إجرامه؛ لكن الجديد هو التبجح بشرعنة القتل بعد أن أمن العقاب والملاحقات؛ حيث أوعز ل«الكنيست» بصياغة قانون يتماشى وطرحه الإجرامي «أي تنفيذ الإعدام بالفلسطينيين»، خاصة بعد الصفعات المتتالية التي ذاقها في القدس، إثر الصمود الأسطوري للمقدسيين هناك.
سواء شُرعن القتل أو لا، فالاحتلال لم يتورع يوماً عن خرق القوانين الإنسانية والدولية، فهو في الحالين قاتل، وما زال يمارس هواية سفك الدماء، غير آبه بشيء. والمجتمع الدولي قد غض الطرف عن أفعاله السوداء، وقدم الغطاء العسكري والمادي والسياسي له، في حين أن العرب غارقون في انقساماتهم.
دماء الفلسطينيين ليست رخيصة، ودعوات نتنياهو وباقي أعضاء حكومته للتنكيل بالشعب الفلسطيني لا بد أن تقابل بردة فعل موجعة، فالإمكانات العربية جمة، وباستطاعتها إذلال الكيان وتأديبه، فالوطن العربي الذي يزخر بالطاقات البشرية والمادية والحضارية والتاريخ المشترك واللغة والدين، أليس بمقدوره أن يقارع كياناً هشاً يستبيح ديارهم ليلاً ونهاراً؟!
كيان الاحتلال الذي بنى مجده على جماجم الفلسطينيين، وسقى قطعانه المستوطنين من دماء الأبرياء من الشعب الفلسطيني الأعزل لن تنفع معه سياسة المهادنة والعيش المشترك فمن شب على الخيانة والغدر لا بد أنه سيشيب عليها لا محالة، لذا أمام الفلسطينيين قيادة وشعباً طريقان لا ثالث لهما، أولهما يتمثل في رأب الصدع بين الجسد الفلسطيني الواحد يستذكر فيه الفلسطينيون أن ما يجمعهم يربو على ما يفرقهم، وثانيهما أن على السلطة الفلسطينية أن تنتقل من لغة التهديد والوعيد إلى الفعل متسلحة بشعبها الذي أرغم الاحتلال على جر أذيال الهزيمة بعد أن أذاقه مرارتها في «معركة الأقصى» الأخيرة.
الجمعة 4 آب (أغسطس) 2017
نتنياهو وتشريع القتل
علي قباجه
الجمعة 4 آب (أغسطس) 2017
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
58 /
2350485
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
43 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 25