اتفقت الجمهورية الإسلامية والسعودية على استئناف العلاقات الدبلوماسية ، وإعادة فتح السفارات والقنصليات في غضون شهرين مقبلين.
من جهة ، الجمهورية الإيرانية ، ما زالت تتفوق على الغرب بخطوات البرنامج النووي إذ رفعت التخصيب من الحد المقرر 3.67% إلى 60% غير مكترثة برأي الغرب ، وتوجد إشارات ترمي إلى أنها رفعته إلى ما فوق 80% ، والغرب بدأ يطالب بالعودة إلى المفاوضات (من بوابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية) وهذا في مسار التراجع الإستراتيجي الأميركي ، والتقدم الإستراتيجي لمحور المقاومة ، وكذلك منظمة شنغهاي التعاونية ودول بريكس
ناهيك عن أن هذا الإتفاق لن يمس قدراتها العسكرية فالجمهورية الإيرانية ، لا زالت تصنع أسلحتها التي كسرت بها التوازن العسكري في غرب آسيا ، وهي التي أسماها الجنرال فرانك مكنزي (الثالوث الإيراني ، الباليستي، كروز، المُسَيَّرات) زيادة على الإصدار الجديد لصواريخ (فرط صوتية) والصواريخ الباليستية القادرة على تدمير الأهداف البحرية المتحركة ، فضلًا عن معلومات بشأن استيراد أحدث الطائرات الحربية ومنظومات الدفاع الجوي الروسية منها سوخوي 35 ، وهذا أيضًا يندرج في مسار التراجع الإستراتيجي الأميركي ، والتقدم الإستراتيجي لمحور المقاومة.
إذًا نستنتج بأن الجمهورية الإيرانية ، مستفيدة من هذا الإتفاق ويناسب إستراتيجيتها ، كما أنه جرى الحديث عن أن الولايات المتحدة ستفرج عن أصول إيرانية تقدر بعشرة مليارات دولار ، مقابل الإفراج عن 3 سجناء في إيران.
بدورها السعودية التي تدخل في مساعي الصلح الروسي الأوكراني مؤخرًا ، كما أيضًا كانت قد قررت حتمًا الاشتراك في العالم الجديد (التعددية القطبية) فهي قدمت الطلبات للإنضمام إلى منظمة شنغهاي واتحاد بريكس ، لكن هذا لا يعني انقلابًا كاملًا على أميركا كون مساعي الصلح الروسية الاوكرانية تخدم اميىركا بالدرجة الأولى ، لكن الفلسفة أنَّ النظام السعودي يشعر أنه قد رُدِع بمحور المقاومة ، والأميركي غير مؤهل لحمايته ما دام الأميركي لا يستطيع حماية نفسه ، أما طفله المدلل الذي يكيل التهديد والوعيد ، نجده غير قادر على حل أوضاعه الداخلية وما يعانيه.
أما من جهة اليمن الذي تعب وتهالك من الحصار ، ويريد إستعادة بعض من عافيته ، رحب بهذا الإتفاق واعتبره خطوة جيدة لصالح المحور.
بدورها سوريا رحبت أيضًا به ، فقد يكون هذا الأتفاق لصالحها ، كونه قد يعيد المياه الى مجاريها السابقة ، ومن المحتمل أن نشهد عودة السين _سين ، وغيرها من كسر محتمل للحصار.
أما على الساحة اللبنانية سوف يرفع هذا الاتفاق الحظوظ في تعين رئيس للبلاد بشكل أسرع بمساعي سعودية ، ليتم بعدها التفرغ الى البدء بالإستفادة من الثروات البحرية ، ومعالجة الأوضاع الداخلية.
يبقى فلسطين الحبيبة هل هذا الإتفاق سوف يخدمها ( من قريب أو حتى من بعيد ) هل سيسمح للفصائل التي تنتظر شهر رمضان بفارغ الصبر ، بالإتيان بأي عمل مقاوم ، من جهة الكيان المؤقت فهذا الاتفاق يخدمه كونه سيؤجل الضربة الإيرانية التي كان يهدد بها ، أقله لحين لملمت فشله في إحتواء الشارع الغاضب ، فهو لم يعتد على فوضى داخلية مماثلة
إن الاتفاق الإيراني – السعودي ، بشكل عام يعتبر نجاحًا وتكاملًا الآن ، هو في نسبة جيدة ومرحب بها من الجميع ، أما إن بدأت السعودية بتفعيل بنود الاتفاق في الشهرين ، فترتفع النسبة إلى الجيدة جدًا بل قد تكون ممتازة.
مخطئ من يعتقد أنَّ المقاومة غير معنية بالدبلوماسية ، فهذا الاعتقاد خلافًا لمفهوم (جهاد التبيين) وكذلك (الحرب التركيبية) التي أشار إليها القائد الخامنئي (دام ظله) لأنَّ المقاومة التي لا تفهم غير لغة السلاح ستتحول إلى قاطع طريق ، وتُصَوّب سلاحها على شعبها ، وينطبق عليها المثل (المطرقة ترى الأشياء حولها كلها مسامير) لماذا المقاومة لا تصنع دبلوماسيتها الناجحة تحت ظل المُسيَّرات والصواريخ ، فهذه كانت فلسفة الشهيد قاسم سليماني (رضوان الله عليه) ونجحت في لبنان وسورية والعراق.
مخطئ من يعتقد أنَّ الاتفاق الإيراني – السعودي ، يُقرَأ الآن مرحلةً نهاية للصراع !
ومخطئ من يعتقد أن إيران تبيع حلفائها ، بل الحقيقة بأن للجميع مصلحة مشتركة !
ومخطئ أكثر من يتصور أنَّ إيران تريد فرضه على دول محور المقاومة!.
بل إنَّ فرضه سيكون نقطة ضعف على إيران ، لذلك يجب أن لا يغيب عن بالنا ، بأن للمكر صحوة رغم كبوته.
فالسعودية ستواصل آليتها العدوانية بالضغط على المحور خارج ميدان الاتفاق، في فلسطين ، لبنان ، اليمن ، سوريا.
ناهيك عن رد الفعل الأميركي والإسرائيلي والبريطاني ، فهذا المحور سيمارس الضغوط على السعودية حتى يوصلها لإطالة أمد بداية التنفيذ ، وابتزاز السعودية أكثر ، وتحميلها كلفة حرب اليمن.
من جهة ثانية يمكننا القول بأن الاتفاق الإيراني – السعودي ، له قيمة إستراتيجية لأنه عُقِدَ في الصين (العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي) والعضو الدائم المؤسس في منظمة شنغهاي واتحاد بريكس ، ومؤسس المصرف الآسيوي للاستثمار ، لكن يظل تفعيل القيمة الإستراتيجية محكومًا بمصداقية السعودية.
ولا ننسى أن السعودية غارقة في ملفات إرهابية إقليمية ودولية وجرائم حرب كثيرة ، والنظام فيها يعتبر نظام توتاليتاري ، يسعى إلى التنظيم والسيطرة على كل مناحي الحياة الخاصة ، وهو أيضًا ظالم لشعب الجزيرة العربية ، وهذا ما قد يستغله الأخطبوط الأميركي ، لذلك لا يغير هذا الاتفاق من تقويم المقاومة للسعودية ، ولا يؤثر في تخفيض معايير المقاومة المرسومة للسعودية ، ويظل مشروع (نقل المعركة إلى شوارع الرياض قائمًا) ومخطئ من يتصور إمكان إبطال هذا المشروع إذ لا وجود للأسباب والنتائج والربط المنطقي لمسرح الأحداث الدَّالة على ذلك المدَّعى
الثلاثاء 14 آذار (مارس) 2023
ماذا بشأن الإتفاق السعودي_ الإيراني!
الثلاثاء 14 آذار (مارس) 2023
par
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
10 /
2350485
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
43 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 24