عَلى هذه الأرضِ ما يَستحقُّ الفداءَ/
ويعلو عن المجدِ باعاً طويلا/
ويطلقُ بينَ النَّوافذِ قصَّةَ شعبٍّ أحبَّ الحياةَ فثارَ جميلا/
يردِّدُ صبحَ الصلاةِ وَمعها يردّد لحنَ الخلودِ سبيلا/
وينشرُ بينَ الجراحِ كتابَ الأغاني /
ويخلقُ من كلِّ سدٍّ سواراً /
ويعبرُ جسرَ الخلاصِ عظيماً/
مهابَ الجنابِ وسيفاً صقيلا/
ويكسرُ بينَ النّهارِ وساعةِ جرِّ الخيوطِ إلى البحرِ صعباً /
وينسفُ بينَ السُّطور المستحيلا/
أرادوهُ نَسْياً /
فعادَ سليلُ البقاءِ قضاءً يغرِّدُ شدوَ السَّماءِ عَقيلا/
وأبلغُ منْ رنَّةِ القطرِ فوقَ الصُّخورِ بآذارَ/
خيطُ السنونو بوجهِ شهيدٍ تبسَّمَ قبل اللقاءِ نَزيلا/
فلسطينُ بابٌ لربِّ السماء وعنوانُ كَوْنٍ تمتطَّى ثَقيلا/
هيَ الوقتُ والوقتُ فيها الحقيقةُ أمّا/
بقايا التفاصيلِ ذابتْ /
وصارتْ فواصلَ تعلو الرَّحيلا/
على هذه الأرضِ ما يَستحقُّ الفداءَ/
وفيها قيامةُ كلِّ الحضارةِ جمعاً وفرداً وكيفَ أرادوا اختيارَ الطريقةِ كانت/
هيَ الوعدُ آياً جليلا......
/
عَلى هذه الأرضِ سطورٌ كثيرةْ/
تماثلُ ظاهرُها الأخرياتِ بكلِّ اتجاهٍ/
منَ النّايِ إذ يعزفُ العازفونَ/
إلى الهمسِ بينَ المقاهي الخليطةِ حتى الثَّمالةْ/
وتوقيتِ انبعاثِ المدارسِ صبحاً وعصراً/
ومنجلِ جزِّ السنابلِ مثلِ صراخِ المعاملِ عرضاَ وطولا/
وفيها اجتماعُ النّساء على فنجانِ قهوةْ/
وفيها افتراقُ الرِّجال إلى البيتِ في المعجميِّ الدلالةِ/
وفيها الكثيرُ من الاعتيادِ وبعضُ الوعيدِ /
ولكنَّ فيها الأهمُّ /
إذا ما تخطى المراقبُ لحظةَ صوتِ الفِلاشِ وميضاً /
بأيدي جموعِ السائحينَ رتيباً/
وهذا هوَ الفرقُ بينَ الصُّوَرْ/
فكلُّ السّطورِ لديها نشيدٌ ولوحةُ معمارها المعجزةْ/
هوَ الاعتيادُ إذا ما استبنتهُ شكلاً /
ولكنَّ جوهرَهُ المستحيلَ وجوباً/
على هذه الأرضِ نبعُ الفرادةْ/
وسرُّ السّعادةْ/
وأصلُ اختبارِ السّماء بنيها المُتعبينَ/
وفيها التحامُ الوصايا الخالداتِ/
إذا ما أردتَ الوجيزَ عليها وفيها اختبارُ البقاءْ/
عَلى هذه الأرضِ ما يَستحقُّ الفداءَ....
/
عَلى هذه الأرضِ يسمو نشيدُ الدِّماءِ زهوراً تفتَّحُ /
وتَكتبُ كلَّ صراطِ النَّجاةِ فصولاً فصولا/
وتمنحُ للعاشقينَ البلوغَ/
وتصنعُ للظالمينَ الختامَ /
فهذي محطةُ كسرِ الطغاةِ ومحوِ البغاةِ سراباً/
وصنعِ البلاغةِ جيلاً فجيلا/
هُم الهامشُ الاعتراضيُّ حكماً/
ومهما أقاموا بذيلِ الحكايةِ ذابوا /
ومهما استعدّوا صعوداً على صفحةِ البطشِ خرّوا نزولا/
هُنا الاستعادةُ حكمُ الطبيعةِ... ناموسُها المستريحُ ضميراً/
فلا اللصُّ باقٍ /
ولا الموتُ أقوى إذا ما اختلينا بدورةِ حظٍّ شذَّ قليلا/
على هذهِ الأرضِ زهرُ النِّكايةِ أعتى/
وكلُّ الذينَ أرادوا اختبارَ الحظوظِ تولوّوا وهم يحصدونَ اليبابَ/
وحسرةَ وهمٍ كئيبٍ ذليلا/
دعوهم تُفتّتهم خطبةُ العيدِ أخيراً/
وتقتلُ كذبةَ هذا الدَّعيِّ أيادي الصّغارِ /
وتفزعهُ الريحُ حيثُ استعارت/
منَ الأرضِ نقراً نحيلا/
هنا تتبخّرُ كلُّ الطلاسمِ مهما تُحاولُ أن تخدعَ الوقتَ ستهوي/
ويبزغُ فجرُ الفصاحةِ قولاً وقيلا/
عَلى هذه الأرضِ ما يَستحقُّ الفداءَ فكفّوا العويلا.....
الشاعر : أيمن اللبدي