بينما يواجه القدس واللاجئون الفلسطينيون عملية الشطب الممنهج.. انفضّ مؤتمر البرلمانيين العرب في عمان وكان من المتوقع منه أن يكون أكثر فاعلية ومبدئية من الموقف الرسمي لكثير من الدول العربية بخصوص القدس واللاجئين وقضية فلسطين وما يُطرح من مسائل كصفقة القرن والتطبيع مع الكيان الصهيوني.
نتائج المؤتمر معلومة لدى الجميع وإن كان رئيس البرلمان الكويتي يظهر من جديد كصوت عربي قويّ وجريء يصدع بقوة ضد تيار التطبيع إلا أن بيان البرلمانيين العرب لم يستطع إقناع بعض الدول العربية التي أصرَّت على شطب بند رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني.
بعيدا عن مناقشة بيان البرلمانيين العرب يبدو أن الكلام أصبح بضاعة الكثير الذين وجدوا أنفسهم غير قادرين على فعل شيء بعد أن خطفت منهم دول الطوق المبادرة وذهبت إلى العلاقات الوثيقة مع الكيان الصهيوني أو الهدنة الأبدية معه.. وهنا تصبح أمة 1500 مليون مسلم بلا قيمة نتيجة انصياع بعض الحكام إلى السياسة الأمريكية وتنازلهم عن واجب نصرة القدس والأقصى وشعب فلسطين.
من هنا يجب التأكيد على أن التأوُّه والبكاء لن يجدي نفعا.. ولكن أيضا يجب التنبيه إلى أن الانصراف إلى شكل الجمعيات الخيرية لإنقاذ القدس وفلسطين هو أمرٌ بلا شك قبيح لأنه يكرس نهجا عقيما وسبيلا معوجا.. وفي النهاية ستجد هذه الجمعيات أنها تصب في حالة التسكين وتكريس الانشقاق في الساحة الفلسطينية.
وفي هذا الصدد نريد أن يكون واضحا أن إحالة موضوع القدس إلى لجنة باسمها منبثقة عن منظمة العالم الإسلامي كانت من أسوإ الإجراءات التي اتخذت وخذلت قضية القدس؛ إذ لم يقم المكلفون بها بالجهد المطلوب ولا بوضع السياسات الضرورية لإنقاذ القدس وفلسطين.. كما أن هذا الخطأ اتبع بخطإ استراتيجي آخر عندما وقع الفلسطينيون وثيقة منذ سنوات قليلة مع حكومة الأردن على التنازل عن المقدسات الإسلامية والمسيحية للأردن للإشراف عليها فكانت الطامة الكبرى.
إن القدس واللاجئين والأسرى والشهداء قضية لا تخص فصيلا ولا جهة إنما هي مقدَّسٌ فلسطيني لذا من الواجب إبعادها عن التصارع والحسابات الحزبية.. وكما أن الفلسطينيين الرسميين مطالبون بإعادة الاعتبار للقدس وسحبها من بلاط الحاكم العربي فلجنة القدس ينبغي ألا يديرها إلا الفلسطينيون وكذلك المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ينبغي ألا يشرف عليها إلا الفلسطينيون.
التباكي على القدس الآن من قبل البعض ينبغي أن ينتقل إلى إنقاذ القدس بلجنة للقدس والشهداء والأسرى واللاجئين.. لجنة وطنية فلسطينية مستقلة بشكل ما تكون تحت المرجعية الفلسطينية وتتحرك لتوفير كل الدعم السياسي والمالي بعيدا عن هيمنة هذا الملك أو ذاك السلطان.. تولانا الله برحمته.
الثلاثاء 5 آذار (مارس) 2019
نريد أفعالا
الثلاثاء 5 آذار (مارس) 2019
par
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
53 /
2350485
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
43 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 25