استجابة من المتخصصين العرب في «الإسرائيليات» لشعار اعرف «عدوك» الذي طرح بعد هزيمة يونيو/ حزيران عكف بعضهم على دراسة جوانب كانت مجهولة من الحياة الاجتماعية والثقافية في الكيان، وأصدر مركز الأبحاث الفلسطينية في بيروت العديد من الدراسات في هذا المجال، لهذا كان أحد أهداف الاجتياح للبنان عام 1982 وتعرض العديد من المخطوطات والوثائق للنهب أو الحرق.
وعرف العرب منذ تلك الأيام أن المجتمع اليهودي الذي يبدو متجانساً ومتحداً في ظاهره يعاني تصدعات وصراعات لا آخر لها، ومنها للمثال فقط ما يشعر به اليهود الشرقيون أو السفرديم من اضطهاد واحتكار للوظائف والامتيازات التي ينعم بها الاشكيناز أو اليهود الغربيون، وبالفعل قدم لنا هؤلاء الباحثون ومنهم إبراهيم البحراوي والراحل عبد الوهاب المسيري ورشاد الشامي نماذج من الأدب الذي كتبه السفرديم وهي مشحونة بالغضب وهواجس التمرد والعصيان، حتى في مجال التجنيد الإجباري، لكن المفاجئ جاء من هناك ومن الداخل، حين كتب افيشاي مارغاليت عن أطروحة شمعون بيريز الشهيرة حول الشرق الأوسط الجديد، حيث قال إن اليهود الشرقيين يخشون من ألايكون لهم مكان في هذا الشرق الجديد، لأن معاناتهم نادراً ما تصل إلى خارج البلاد. وباستثناء ما ترجم من أدبهم إلى لغات أخرى فإن معظم هؤلاء تضيع صرخاتهم سدى.
يقول افيشاي رغم كل ذلك، فإن من يحدد مستقبل الدولة العبرية خلال الخمسين سنة القادمة هم اليهود الشرقيون ليس فقط لأسباب ديمغرافية، بل لأن معاناتهم وما يعانونه من التهميش يفضح المزاعم القائلة إن «أرض الميعاد» هي الفردوس الأرضي الذي تحققت فيه العدالة والمساواة على نحو غير مسبوق، وهنا تتولى الأرقام البرهنة على صدق ما يقوله افيشاي سواء من حيث عدد المنتحرين أو الهاربين من التجنيد الإجباري.
ولا نعرف لماذا انحسرت ظاهرة الاهتمام بمكونات المجتمع اليهودي في فلسطين ونسيجه؟ رغم أن ما يجري الآن هناك وما يتفاقم من التناقضات يستحق الرصد، وهذا ما يعزز المقولة عن حاجة الدولة العبرية الدائمة إلى أعداء كي تؤجل ما أمكن انفجار التناقضات!
الخميس 23 شباط (فبراير) 2017
يهود الدرجة الثانية
خيري منصور
الخميس 23 شباط (فبراير) 2017
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
13 /
2350485
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
43 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 22