تبقى الحرب الصهيو – أميركية ضد العراق في مثل هذا اليوم قبل 18 عاماً واحدة من المحطات المفصلية في حياة أمتنا العربية والاقليم، تماماً كما كانت نكبة فلسطين عام 1948، وهزيمة حزيران عام 1967، ثم حروب ما يسمى ب”الربيع العربي” عام 2011، مروراً بغزو العدو الصهيوني للبنان واحتلال عاصمته بيروت عام 1982.
وهي كانت مفصلية بمعنى انه قبلها كان هناك دولة اسمها العراق لها مكانتها وموقعها في محيطها والعالم، فيما أدت هذه الحرب ،التي تلت حصاراً استمر 13 عاماً ،الى تدمير الدولة العراقية، وحل الجيش العراقي، وإدخال العراق في نفق نزاعات عرقية وطائفية ومذهبية لها بداياتها ولكن لم تظهر بعد نهاية النفق المظلم…
بل كانت الحرب مفصلية أيضاً لانها أدت الى نوع من الاستباحة للعديد من الدول العربية، وتدشينا لحروب داخلية ما زالت مشتعلة في غير قطر عربي.. كانت نتائجها مريعة على فلسطين وقضيتها أولاً، حيث اندفعت موجات التطبيع المستهترة بإرادة الشعب العربي، كما كانت وبالا على سورية ثانياً، وهي الشقيق التوأم مع العراق ، والتي انتصرت بشعبها وقيادتها للعراق ضد الحرب والاحتلال وكان ذلك الانتصار أحد أسباب الانقضاض الاستعماري على سورية..
وكانت تلك الحرب مفصلية على المستوى الدولي حين اعتبر مجرم الحرب جورج بوش الأبن انه بإحتلال العراق يمكنه الحديث عن نظام إقليمي جديد، بل عن نظام دولي جديد، الهيمنة فيه لواشنطن، والحصاد فيه لتل أبيب…
لكن تلك الحرب كانت مفصلية بمعنى آخر… حيث لا يمكن انكار حقيقة ان المقاومة التي انطلقت من شوارع بغداد والفلوجة ومدن العراق المتعددة قد كانت مصدر الارباك الأول للسياسة الأميركية في المنطقة، ثم في العالم، ونجحت تلك المقاومة في العراق مع شقيقتها في فلسطين (تحرير غزة عام 2006) و(حرب لبنان 2006) في “فرملة ” الاندفاعة الامريكية، وبداية مأزق “العم سام” في المنطقة والعالم والذي يصل هذه الأيام الى ذروته…
لقد كان الموقف من الحصار على العراق، ثم الحرب عليه فاحتلاله، ثم من المقاومة الباسلة التي عمت كل مناطقه ،وما تزال، هو المقياس الحقيقي لسلامة كل المواقف، وتعبيرا عن مدى ادراك حجم المخاطر الناجمة عن احتلال العراق على مجمل المنطقة العربية والإسلامية… والتي تزداد مخاطرها يوماً بعد يوم لا سيما في ظل اشعال الحروب والصراعات البينية بين دول الأمة والاقطار كما داخل كل دولة.
بعد احتلال العراق قلنا في المؤتمر القومي العربي الرابع عشر ،المنعقد في صنعاء، بعد اسابيع على احتلال العراق، ان “معادلة الخلاص للأمة تكمن بأربع هي : المقاومة، المراجعة ، المشاركة ، المصالحة”.
فلتكن الذكرى الثامنة عشر لغزو العراق فرصة لكي نعزز فيها مقاومتنا لكافة اعدائنا، ولنجري مراجعتنا جميعا للذات، ولنحقق المصالحة بين دول الامة والاقليم وداخل اقطارها، ونسعى لقيام مشاركة لا اقصاء فيها ولا ابعاد بل نبني اقطارنا كلها بأبنائها كلهم، ومن أجل أبنائهم كلهم.
السبت 20 آذار (مارس) 2021
غزو العراق قبل 18 عاماً محطة مفصلية في تاريخ العراق والامة والاقليم
السبت 20 آذار (مارس) 2021
par
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
11 /
2350485
ar أقلام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
43 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 21