من جديد، تشكل قضية مسلمي الإيغور محور حرب بيانات بين سفارتي الولايات المتحدة والصين بالجزائر، وهذه المرة على خلفية تنظيم السفارة الأمريكية جلسة نقاش مع ناشطة من الإيغور مقيمة بالولايات المتحدة، قالت عنها السفارة الصينية إنها مواطنة أمريكية وتعمل لصالح المخابرات الامريكية.
وقالت السفارة الصينية، في منشور لها على فيسبوك، إن السفارة الأمريكية بالجزائر استضافت، اليوم الأربعاء، “مواطنة أمريكية قد غادرت الصين منذ أكثر من 20 عاما، وتحصل على أموال من الحكومة الأمريكية، وتتمتع بخبرة وافرة بالتعاون مع عدة وزارات ووكالات استخبارات أمريكية كضيفة رئيسية لأنشطتها، فقصدها واضح جدا”.
وكانت صفحة السفارة الأمريكية قد نظمت جلسة نقاش لمتابعيها في الجزائر مع روشان عباس، وقدمتها بصفة “المديرة التنفيذية في منظمة الحملة من أجل الإيغور”، ويظهر في إعلان السفارة صورة روشان، وبجانبها عنوان الجلسة “أين اختي؟ قصة إيغور أمريكية تبحث عن العدالة”.
وجاء في بيان السفارة الصينية، في ردها على نشاط نظيرتها الأمريكية، أنه وفقا “لتقارير سابقة من موقع (المنطقة الرمادية) الأمريكية وغيرها من وسائل الإعلام الأمريكية، فإن الضيفة روشان عباس هي أمريكية وتعد الناشطة المفضلة في مجال حقوق الإنسان لوكالة الأمن القومي الأمريكية”.
وأضافت أن روشان “تعمل كمذيعة في قناة إذاعية تم إنشاؤها من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) وتم تمويلها والسيطرة عليها من قبل حكومة الولايات المتحدة، وتعد أداتها للدعاية السياسية”.
أما بخصوص منظمة “حركة الإيغور” التي أسستها روشان عباس فاعتبرتها “منظمة يمينية يمولها الكونغرس الأمريكي والصندوق الوطني للديمقراطية الأمريكي (NED) سعياً لتخريب الصين، يقول منشور السفارة الصينة، الذي ختم بتعليق “لم ننس مقولة مشهورة لوزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو (نحن نكذب، نخدع، نسرق، ولدينا دروس خاصة لتعليمها). فكيف يمكننا أن نصدق كلام للسيدة روشان عباس وهي مفضلة لدى وكالة الأمن القومي الأمريكية؟”.
وهذه ليست المرة الأولى التي تكون فيه حسابات فيسبوك سفارتي واشنطن وبكين لدى الجزائر، مسرحا لحرب بيانات بسبب قضية مسلمي الإيغور. وكانت سفارة بكين قد نشرت بيانا، في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، احتجت فيه على منشور لنظيرتها الأمريكية بالجزائر حول الإيغور وصفته “بالمسيء” وأنه “تدخل في شؤون الصين الداخلية”. وكان الاحتجاج على خلفية نشر السفارة الأمريكية رابطا لتقرير صحافي نشره موقع “شير أمريكا” التابع للخارجية الأمريكية، حول اثنين من الإيغور بالولايات المتحدة، يعملان إلى جانب تقديم الوجبات بمطعمهما على “توعية الزبائن حول الاضطهاد المستمر الذي يمارسه الحزب الشيوعي الصيني منذ عقود ضد الإيغور في مقاطعة شينجيانغ بالصين”.
وجاء في تعليق السفارة الصينية “كان ينبغي أن تركز السفارة الأمريكية على تعزيز التعاون مع الدولة التي تعمل فيها (الجزائر)، لكنها دائما ما تفكر في كيفية تشويه سمعة الدول الأخرى، والتدخل في شؤونها الداخلية، إنه أمر محير”.
ويتزامن هذا الجدل مع إصدار الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي عقوبات على مسؤولين صينيين بسبب “اتهمات بالتورط في انتهاكات حقوق الإنسان ضد مسلمي الإيغور بإقليم شينجيانغ”، وردت الصين بعقوبات ضد مسؤولين أوروبيين.
وأعربت الأمم المتحدة مراراً عن قلقها بعد ورود تقارير عن حملات اعتقال جماعية للإيغور، ودعت لإطلاق سراح أولئك المحتجزين في معسكرات “إعادة التأهيل”.
لكن الصين تنفي هذه التهم وتعترف باحتجاز بعض “المتشددين” لإعادة تثقيفهم. وتتهم الصين من تصفهم بالمتشددين الإسلاميين والانفصاليين بإثارة الاضطرابات في الإقليم.