] المشهد الإسرائيلي: خطاب كراهيّة وتحريض لمنع سقوط نتنياهو - [طُوفانُ الأَقصى]
الأربعاء 2 حزيران (يونيو) 2021

المشهد الإسرائيلي: خطاب كراهيّة وتحريض لمنع سقوط نتنياهو

الأربعاء 2 حزيران (يونيو) 2021

دفع خروج خطاب العصبية والانقسام من جُحره، قيادات سياسية اسرائيلية متعدّدة إلى تجديد التحذير من تنامي ظواهر التحريض والكراهيّة وتعميق الشرخ الداخلي داخل الأوساط الصهيونية.

بين التقدّم الذي يُحرزه ما يُعرف بـ “معسكر التغيير” في مسار تشكيل حكومة جديدة، وصراع البقاء الذي يخوضه بنيامين نتنياهو، دخلت “إسرائيل” في سباق مع الزمن، بين مُهَلٍ قانونية شارفت على الانتهاء، وحملات ضغط مكثّفة وثقيلة يتعرّض لها الثنائي نفتالي بنيت وأييليت شاكيد، وحرب تحريض وتهديدات يخشى “معسكر التغيير” أن تؤتي ثمارها وتُبعد عنه حلم إنهاء عصر سلطة نتنياهو بعد أكثر من 12 عاماً متواصلة.

التطوّرات والوقائع الدراماتيكية التي سجّلتها الأيام والساعات القليلة الماضية، توزَّعت على أكثر من خط وجبهة، لكنها، في الوقت عينه، صبّت في اتجاه قرب تشكيل حكومة تجمع مناوئي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

شرارة انطلاق تلك التطورات تمثَّلت بإعلان رئيس حزب “يمنيا” نفتالي بِنيت حسْمَ خياره نحو تأليف حكومة يتناوب على رئاستها مع رئيس حزب “يش عتيد” (يوجد مستقبل) يائير لبيد، الأمر الذي ردّ عليه نتنياهو في خطاب هجومي عنيف، وتفعيل حملة ضغوط شديدة ومتعدِّدة الأبعاد والمراحل لثني الثنائي المتمثّل ببِنيت وشريكته في الحزب أييليت شاكيد، عن قراره السيرَ مع لبيد.

وما لم تحدث مفاجأة في اللحظة الأخيرة، فإن الأمور تتجه نحو تشكيل حكومة تناوُب تجمع بِنيت ولبيد، وتضم كل مناوئي نتنياهو من اليمين واليسار.

في المقابل، لم يرفع نتنياهو ولا حزب الليكود بعدُ الرايةَ البيضاء، بحيث يعمل الحزب على أكثر من خط لإحباط تأليف “حكومة التغيير”، في وقت تلوح في الأفق إرهاصات حرب خلافة نتنياهو في داخل حزب الليكود.

وفي موازاة التقدّم الذي حققه المعسكر المناوئ لنتنياهو، في مسار تأليف حكومة بديلة تُبقيه خارجاً، خرجت كل عفاريت التحريض والكراهيّة من القمقم، وهو تحريض لم يقتصر على العنف الكلاميّ، بل وصل إلى حدّ التهديد بالقتل لسياسيين يمينيين من داخل أوساط يمينية، بعد اتهامهم بالخيانة، على خلفية تحالفهم مع أحزاب صهيونية، لكن ذاتِ توجّهاتٍ وسطيّة ويساريّة، وهو ما دفع الأجهزة الأمنية إلى تعزيز الحراسة والحماية لعدد من الشخصيات اليمينية، ولاسيّما بِنيت، وشريكته شاكيد.

حتى داخل أسوار المتدينين أنفسهم، سُجِّلت اتهامات بالتخوين، وشنّت الأحزاب الدينية الحريدية (غير الصهيونية) هجوماً عنيفاً ضدّ التيار الصهيوني - الديني، واتهمته بالخيانة والتقصير في منع خروج حزب “يمينا” المحسوب على التيار الصهيوني - الديني من كتلة اليمين المؤيدة لـ “نتنياهو”، ووُصف هذا التيار بالعدوّ الحقيقي.

خطر التحريض

خروج خطاب العصبية والانقسام من جُحره، دفع قيادات سياسية متعدّدة إلى تجديد التحذير من تنامي ظواهر التحريض والكراهية، وتعميق الشرخ داخل الأوساط الصهيونية. وقال وزير الحرب بني غانتس إن “إسرائيل قوية أمام أعدائها، لكنّها من الداخل ضعيفة، مشرذمة وجريحة”. وفي إشارة تحذيرية إلى مستوى التحريض الذي سُجِّل خلال الأيام الماضية، أعرب غانتس عن قلقه من تهديد المسؤولين السياسيين، بسبب مواقفهم العامة، ودعا إلى وضع حدّ لظاهرة التهديد بالعنف ضدّهم.

بدوره، حذَّر رئيس حزب “يش عتيد” يائير لبيد (المكلَّف تشكيل الحكومة)، من أن “التصرّف التحريضي يمَسّ قدرتنا على مواجهة التحديات الماثلة أمامنا”، مضيفاً أن دولة مقسَّمة وعنيفة لا تستطيع أن تواجه جيداً.. لا الإيرانيين ولا الأزمة الاقتصادية".

هذه التحذيرات وغيرها لم تأتِ من فراغ، فلقد حفِلت الساعات القليلة الماضية بمزيد من موجات التحريض ضدّ الثنائي بِنيت - شاكيد، على خلفية انضمام طرفَي هذا الثنائيّ إلى “كتلة التغيير”. موجات تحريض وصلت إلى حدّ الدعوة إلى القتل، الأمر الذي أثار خشية أوساط إسرائيلية متعدّدة من تكرار الأجواء التي سادت قبل اغتيال رئيس الحكومة الأسبق إسحاق رابين.

وأخذت الأجهزة الأمنية الأمر بجدية، وسارعت إلى تعزيز الحراسة والحماية لعدد من الشخصيات اليمينية، ولاسيّما بِنيت وشريكته شاكيد، وخصوصاً أن التهديدات طالت أيضاً المحيط القريب منهما، وسُجّلت، أمس، آلافُ الرسائل التي بُعثت إلى هواتف مسؤولين في حزب “يمينا”، وهدَّد ما جاء فيها بتحويل “حياتهم وحياة أبنائهم إلى جحيم”.

الحريديم يُخوِّنون التيار الدينيّ - القوميّ

الخطاب التحريضي انتقل بقوة إلى داخل قلعة المتدينين، مع الاتهامات الخطِرة، وغير المسبوقة التي وجَّهتها أوساط في التيار الديني - الحريدي إلى التيار الديني - القومي (الصهيوني)، بجمهوره وحاخاماته وسياسييه، والّتي وصلت إلى حدّ اتهامه بخيانة الجمهور الديني الحريدي، ووصف الجمهور الديني القومي بالعدو الحقيقي للحريديم.

وأشارت التقارير إلى أن الحريديم، في الوقت الذي يستعدّون للانتقال إلى مقاعد المعارضة، فإنهم يُحدّدون الخصوم الحقيقيين. وهم، في رأيهم، الجمهور الديني - القومي “الذي لم يخرج في تظاهرات ضخمة ضد بنيت وشاكيد، في محاولة لمنع إقامة حكومة التغيير”.

وعلى الرغم من أن الخلافات السياسيّة والعقائدية بين التيارات الدينية الصهيونيّة وغير الصهيونية معروفة، فإن الهجوم الذي شنّه التيار الحريدي كان حاداً واستثنائياً هذه المرة، ضدّ الجمهور الديني - القومي، “الذي يتماهى مع بنيت وشاكيد”، ولم يخرج في تظاهرات ضخمة ضدّهما. واتهم مسؤولون رفيعو المستوى في الأحزاب الحريدية الجمهورَ الديني ـ القومي بخيانة التيار الديني، ووصفوه بالعدو الحقيقي.

نتنياهو وصراع البقاء

بعد أن فشلت كلّ أحابيل رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو وضغوطه، ورُفضت كل عروضه السخيّة والتي قدّمها إلى الحلفاء والخصوم، بغيةَ ثني رئيس حزب “يمينا” عن تأليف حكومة مع رئيس حزب “يش عتيد”، تفرَّغ نتنياهو للقتال في جبهات جديدة، خارجية وداخلية.

في الجبهة خارج حزب الليكود، سعى “الليكود” لعرقلة تشكيل الحكومة، وروّج من أجل ذلك ادعاءات قانونية، عبر القول إنه يجب أن يتسنّم لبيد أولاً سُدّة رئاسة الحكومة وليس بنيت، لأن لبيد هو من تمَّ تكليفه مهمةَ تشكيل الائتلاف الحكومي. لكن المستشارة القانونية لديوان الرئيس الإسرائيلي ردَّت بالقول إنَّ في إمكان بنيت تولّيَ رئاسة الحكومة أولاً خلافاً لادعاء الليكود.

أمّا في الجبهة داخل “الليكود”، فيعمل نتنياهو على إحباط أيّ محاولة اصطفاف ضدّه من داخل الحزب. وفي هذا الصدد، يدرس التعجيل في الانتخابات التمهيدية لرئاسة الحزب، بُغية الحصول مجدَّداً على ثقة الحزب، وذلك في ضوء تقدير مفاده أنه في حال جرت انتخابات تمهيدية لرئاسة الليكود، فإن عدداً من أقطاب الحزب ينوي المنافسة على رئاسة الحزب في وجه نتنياهو، الذي بات البعض منهم يرى أنه “عبءٌ وليس ذخرا”.
نتنياهو،اسرائيل،صراع


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2355978

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع فلسطيننا المحتلة  متابعة نشاط الموقع وراء العدو  متابعة نشاط الموقع جولات قتالية  متابعة نشاط الموقع سيف القدس   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 8

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28