المراقب العام لشبكة الجرمق
مفكر عربي اسلامي
أصبحت المقاومة في الحرب البريّة هي التي تملك زمام المبادرة، وتحديد لحظة المواجهة، وكيفيتها، ومن ثم هي صاحبة اليد العليا، على مستوى الاشتباك العسكري التكتيكي.
لندع نتنياهو يذهب بتصريحاته العنترية إلى حيث شاء. فالحرب لا تتقرّر بالرغبات والأهواء، وإنما بموازين القوى في الميدان، كما بموازين القوى العامة التي تحسب عالمياً وإقليمياً، وميدانياً فلسطينياً- صهيونياً. (وذلك ما دام الأمر متعلقاً بالحرب العدوانية ضد قطاع غزة- مقاومةً وشعباً).
إن كل من يفكر بنهاية سريعة للحرب في قطاع غزة عليه ألّا ينسى أنها جزء من قضية فلسطين، وما “طوفان الأقصى” إلاّ الشهادة بالاستراتيجية وبالدم على مشكلة وقف إطلاق النار التي لا تَحلّ إلاّ مشكلة استمرار القتال، ووقف العدوان الوحشي على أهل القطاع، وما يَحل بهم من تقتيل وتدمير لبيوتهم، وكوارث إنسانية ومادية، لا حصر لها.
إنّ تقدير الموقف حول الهدنة الإنسانية لمدة أربعة أيّام في قطاع غزة بين حماس والكيان الصهيوني، وبوساطة قطرية - مصرية، وبدعم أميركي، يكاد يُجمع، ولا سيما في الصحافة الصهيونية، ومن جانب كثيرين من المعلّقين، بأن الهدنة جاءت بعد تراجع نتنياهو والقيادة
الذي يجري لا يسمى مجزرة، لأن المجزرة جريمة ترتكب ضد المدنيين، تتم في يوم واحد أو يومين، ولكن ما يجري هو مجزرة متواصلة، بلا تقطع، ليلا ونهارا ولأيام، وقد وصلت حتى الآن إلى ما يقرب الشهر، وهي متجهة للإجهاز على مليونين ونصف المليون من أهالي قطاع غزة، إلى جانب تسوية ما عمّر بالحجر مع الأرض
ثمة رأي أخذ يتردد، على لسان الكثيرين من المتعاطفين مع الحرب التي تخوضها المقاومة والشعب في قطاع غزة، يُقلل من أهمية تعاظم التظاهرات العربية والإسلامية والعالمية، التي تشجب القصف الجوي المتجّه لقتل أكبر عدد من المدنيين الغزيين، وتدمير أحياء بأسرها ومساواة أبنيتها مع الأرض، وذلك فيما راحت أرقام الشهداء تتزايد باتجاه العشرة آلاف، وأرقام الأطفال الشهداء تزداد باتجاه الأربعة آلاف، وراحت المساكن والمباني المدّمرة تتسّع لتشمل نصف بيوت غزة.
هذه الحرب قد تشفي غليل المهزومين الحاقدين في الانتقام من الشعب، ولا سيما النساء والأطفال وكبار السن، لكنها لا تُكسبهم حرباً ولا تردّ لهم هيبة مدمَّرة
ذهب الكثيرون إلى تشبيه ما أحدثه من زلزال في الكيان الصهيوني، بالزلزال الذي أحدثه السادس من أكتوبر في حرب العاشر من رمضان 1973. وهو تشبيه يمكن إذا حصر أثره في اليوم الأول، وليس أثره المستقبلي للسنوات التالية له. فالشبه بين الزلزالين في اليوم الأول، وما تلاه من أيام يظل ممكنا، ولكن الفارق يجب أن يُقرأ اليوم في موازين القوى، واختلافها بين الموعدين، أو المرحلتين والقيادتين.
لو أخذنا القرن العشرين، وامتداده إلى العقود الثلاثة الأولى من القرن الواحد والعشرين، أي إلى 2023، وما ساد من مشروع ثورة عالمية، لوجدنا العالم اليوم يفتقر لهذا المشروع، أو في الأدق، لوجدناه يفتقر إلى من يحملون مثل هذا المشروع. فما تفسير ذلك؟ أو ما هي القراءة للتجربة العالمية؟ أين أنتم؟
لقد بلور كل من الصين وروسيا من جهة، وأمريكا والغرب من جهة ثانية، الموقف من الطرف الآخر (البُعد التحريضي النقدي) والموقف من النظام العالمي الذي يريد كل منهم تشكيله، على ضوء ما ستنتهي إليه هذه الحرب، أو امتداداتها إذا ما توقفت لسبب، أو آخر.
ar المراقب العام wikipedia | OPML OPML
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
43 من الزوار الآن
Visiteurs connectés : 23