واضح أن هنالك تغييراً حقيقيا يجري من حولنا في موضوعة ما يسمى النظام الدولي أو العالمي من خلال مشاهد ثلاث مرّت خلال هذا الأسبوع: المشهد الأول بقيادة بوتين الذي استخدم لأول مرة صواريخ نوعية دقيقة في قصف موقع غرب أوكرانيا وإصابة مركز تجميع مرتزقة دوليين تحت تسمية أوكرانية رسمية باسم «الفيلق الدولي» فأصابه اصابة مباشرة نتج عنها بحسب الدفاع الروسية التي تبنّت ووضحت وهدّدت بالمزيد ، مقتل أكثر من مائة وثمانين عنصراً، يأتي ذلك في الأسبوع الثالث للحرب والذي لم يشهد سوى استخدام نصف قوة الجيش الروسي الخامس المتمركز أصلا في القرم وبأسلحته المعتادة، وصدمة الناتو كانت أبلغ من أن توصف.
المشهد الثاني جاء من أربيل العراقية التي حولها أكراد العراق منذ أمد بعيد بقيادة الطالباني والبارازاني وما يمثلون ومن أنتجهم أصلا إلى وكر خيانة متقدم وتجسس وأعمال تخريب ضد كل ما هو غير مجلوب للحضن الإمبريالي الصهيوني، حيث وصلت أيضا صواريخ إيرانية بالستية دقيقة قاطعة آلاف الكيلومترات لتحطّم قاعدة الموساد الصهيوني هناك وباعتراف واضح من حرس الثورة الإيراني بمسؤوليته عن هذه الضربة وبأسبابه والذي أفاد أنه قد تأكد له بدوره مقتل أربعة ضباط موساد صهيوني واصابة ثمانية آخرين وصف حالة أربعة منهم بالخطر الشديد قبل أن يعود ايضا ليهدّد بالمزيد، وذلك رغم مسألة ما سمي بخفض الحرارة لإنهاء ملف مفاوضات فينا النووية.
المشهد الثالث مشترك بين شي جين بنغ الرئيس السابع لجمهورية الصين الشعبية وقواته التي أطلقت مناوراتها في بحر الصين وحوله مؤكدة أن تايوان هي الجزء الناقص في الأرض الأم ولا بد من عودته قريبا وبأسرع وقت لإنهاء هذا الوضع الشاذ، في حين كرّرت خارجيته ذات الرسالة لدول العالم وحذّرت أن يتم التدخل في شأن صيني داخلي بحت في الوقت الذي أطلق فيه كم جونغ أون من كوريا الشمالية صاروخه النوع فرط صوتي وغعلانه التعبئة العامة لقوات الحزب ولقوات الجيش الشعبي الكوري في آن وتأكيده لشعب جمهورية كوريا الشمالية الاشتراكية أن الرفيق لن يسمح للعالم بافتراس بوتين وروسيا مهما كلف الأمر.
هذه المشاهد يرافقها خرس أمريكي وتهرّب صهيوني وبلاهة أوروبية منساقة لما قررته له أمريكا بافتتاح الحرب العالمية الثالثة على حسابها، ولكن هذه المرة لن تكون هذه الحرب إن حصلت كما الماضي فالكل يعلم أنها ستكون حرب نووية مهلكة، هل هذا يعني انه لا زال هناك نظام دولي؟ أم أن هنالك نظام جديد قد تشكّل بالفعل؟ أم أن العالم بالطريق إلى نهاية عصر الغرب وتأكيد زعامة الشرق للمستقبل؟